عن النبي ﷺ أنه قال قبل وفاته بثلاثة أيام: "لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ الظَّنَّ باللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" (رواه مسلم).
وكان ﷺ يحب الفأل الحسن، وينهى عن التشاؤم، لأنه يعلمنا أن نواجه الحياة بروح إيجابية، بعيدًا عن اليأس والقنوط.
حين تنظر للأمور بتفاؤل، فإنك تستمد قوتك من إيمانك بأن الخير قادم، كما قال ﷺ: "بدأ الإسلامُ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء". وفي رواية قيل يا رسول الله : من الغرباء؟ قال : “الذين يصلحون إذا فسد الناس”، وفي لفظ آخر : “هم الذين يُصلحون ما أفسد الناس من سنتي”. قال العلماء معنى قوله بدأ غريب وسيعود غريب أنه كما كان في أول البعثه وأول الرسالة بدأ غريباً ثم قوي وأنتشر فكذلك سيعود غريباً ثم يقوى وينتشر.
نظرة التفاؤل ليست مجرد مشاعر عابرة، بل هي منهج حياة، مستمدة من وعد الله الحق:
﴿هُوَ الَّذي أَرسَلَ رَسولَهُ بِالهُدى وَدينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللَّهِ شَهيدًا﴾ [الفتح: 28].
فحين أخبر النبي ﷺ أن الإسلام سينتشر في كل مكان، قال بكل يقين: "لَيَبلُغَنَّ هذا الأمرُ ما بلَغَ اللَّيلُ، ولا يَترُكُ اللهُ بيتَ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أدخَلَه اللهُ هذا الدِّينَ، بعِزِّ عزيزٍ، يُعَزُّ به الإسلامُ، وبذُلِّ ذليلٍ يُذَلُّ به الكُفرُ" (صحيح على شرط مسلم).
التفاؤل ليس خيارًا ثانويًا، بل هو منهج حياة المؤمن، لأن اليأس لا يصنع واقعًا، بل يحجب عن رؤية الخير. قال تعالى: ﴿وَمَن يَقنَطُ مِن رَحمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضّالّونَ﴾ [الحجر: 56].
فكن متفائلًا، واسعَ لكل ما فيه صلاح دينك ودنياك بروح مليئة باليقين، وثق أن وعد الله حق، فحياة المؤمن لا تعرف القنوط!