20/03/2025

طبيب ينهي مناوبته الطويلة بمشروب غازي وسيجارة، رجل مرور يقود سيارته الشخصية بتهور، معلم تربوي بالكاد يجد وقتاً للجلوس مع أطفاله حياتنا مليئة بالشواهد التي تجسد المثل الشعبي: "باب النجار مخلوع"

تساءلت: هل أكتب في هذه المدونة بينما بابي مخلوع أيضاً؟ نعم، بابي مخلوع. لا أدّعي الكمال، ولا أنني أطبق كل ما أكتبه من نصائح وتوجيهات بحذافيرها، لكنني مثلكم تماماً أجتهد لأجعل حياتي أكثر توازناً، وطمأنينة، وإنتاجية.

الأيام متقلّبة، والمخططات قد تتعثر، والأولويات قد تتغير، لكن الشيء الوحيد الذي لا أتنازل عنه هو البقاء على اتصال بكل ما يهمني، ولو بوقت يسير. لا يهم إن كان العمل أو المطالعة أو الهوايات، المهم ألا أنقطع تماماً.

في الفترة الماضية، اضطررت لمرافقة ابني شفاه الله في المستشفى. كانت الأولوية له بلا شك، لكن في ساعات الليل، حين ينام، كنت أفتح حاسوبي المحمول وأمارس هوايتي في الكتابة لمدونة الصباح. لم يكن ذلك جهداً عظيماً، لكنه كان كفيلاً بأن يبقيني على صلة بما أحب. كانت تلك الدقائق البسيطة "شعرة معاوية" التي أبقتني ممسكاً بشغفي، رغم أنني كنت في مكان وزمان يفرض أولويات مختلفة تماماً.

قد لا تكون الأبواب لدينا مغلقة بإحكام، لكنها ليست مخلوعة بالكامل. والجهد المستمر، مهما كان بسيطاً، هو ما يمنحنا القدرة على العودة من جديد.