ما تقرأه يصبح جزءًا من ذاكرتك، وتفكيرك، وأسلوبك، وهناك كلمات قد تغير مسار حياتك لأنك تعتقد أنك عثرت على شيء منك مختبئ بين السطور والحقيقة أن الكاتب لامس شيء مما تريد أن تستمع له لا ما ينبغي أن تسمع له. الكاتب يقول الحقيقة التي يعتقد صحتها وقد لا تكون كذلك لأنه يبقى للكاتب إطار محدود من التجارب بحسب طبيعة المكان وأحداث الزمان.
لذلك كان القران الكريم أعظم إماماً ومرشدا ومصلح لأحوال المسلمين في عقيدتهم وعبادتهم ومعاملاتهم وأخلاقهم والتحاكم فيما بينهم، وهذا القران كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ختم به وحي السماء، وجمع فيه هدي الأنبياء؛ فلا طريق إلى الله سواه، وأن من اتبعه لن يضل عن صراط الله المستقيم، ولن يشقى في دار الخلود، وأن المسلمين الأوائل ما سادوا الدنيا وقادوا البشرية وفتحوا القلوب قبل الأمصار إلا بهذا الكتاب العظيم؛ فإذا تيقن المسلم هذه المعاني وما أشبهها وتلا كتاب الله تعالى بتدبر وتعظيم، وأيقن أنه شفاء لأمراض القلوب والأبدان والمجتمعات، وأنه صالح للعمل به في كل زمان ومكان، واعتقد صدقه في كل ما أخبر به، وعدله في كل حكم به، وأن عليه امتثال كل أمر يرد إليه فيه، واجتناب كل نهي ينهى عنه؛ فلا شك أنه سوف يجعله إماما ومرشدا.. كما جعله السلف الصالح.
إنها دعوة للعودة لكتاب الله سبحانه وتعالى والعناية به مع الاستفادة من الكتب النافعة.